Page 32 - Amna_ Hiat Arabic
P. 32

‫وزراء الداخلية العرب‬

                     ‫قوى الأمن الداخلي‪..‬‬
‫حامية الحقوق والحريات وضمانة الأمن والنظام ودولة القانون‬

                                       ‫بقلم‪ :‬ر ّيا الحسن‬

          ‫وزيرة الداخلية والبلديات السابقة في الجمهورية اللبنانية‬

‫والحفـــاظ علـــى الممتلـــكات العامـــة‬           ‫مد ّونـــة الســـلوك التـــي تحـــدد واجبها‬                               ‫شعبة اتصال بيروت‬
‫والخاصـــة‪ .‬ونجحـــت‪ ،‬بشـــهادة الجميع‪،‬‬            ‫المهنـــي فـــي حفـــظ الأمـــن والنظـــام‪،‬‬
‫محل ًّيـــا وخارج ًّيـــا‪ ،‬فـــي صـــون الحقـــوق‬  ‫وحمايـــة الحريات العامة‪ ،‬والســـهر على‬         ‫لا حاجـــة بـــي فـــي هـــذا المقـــال‪ ،‬إلى أن‬
‫وحمايـــة الحريـــات العامـــة‪ ،‬وقدمت في‬           ‫تطبيـــق القوانيـــن والأنظمـــة‪ ،‬وتأميـــن‬     ‫ُأســـ ِه َب في الـــكلام عن الـــدور الحيوي‬
‫هـــذا المجـــال نموذ ًجـــا فريـــ ًدا بالمقارنة‬  ‫الراحـــة العامـــة‪ ،‬والمحافظـــة علـــى‬        ‫الـــذي تؤديه قـــوى الأمـــن الداخلـــي‪ ،‬ولا‬
‫مـــع مـــا يحصـــل فـــي أوضـــاع مماثلـــة‬       ‫الممتلـــكات العامة والخاصة‪ .‬كما تحدد‬           ‫أن أذ ّكـــر بالتضحيـــات الكبيـــرة التـــي‬
‫فـــي مختلـــف دول العالـــم‪ ،‬ومنها دول‬            ‫المد ّونة ســـقف اســـتخدامها القوة في‬          ‫يبذلهـــا ضبا ُطهـــا وأفرا ُدهـــا خـــال‬
                                                   ‫حالـــة الضـــرورة بشـــكل يتناســـب مـــع‬      ‫قيامهـــم بمهامهـــم‪ .‬فالحـــراك الـــذي‬
                             ‫منطقتنـــا ‪.‬‬          ‫الوضع وبعد اســـتنفاد جميع الوســـائل‬           ‫شـــهده لبنـــان منـــذ ‪ 17‬تشـــرين الأول‬
‫لقـــد كانت قـــوى الأمن الداخلـــي‪ ،‬خلال‬          ‫غير العنفيـــة المتاحة‪ ،‬وضمـــن الحدود‬          ‫مـــن عـــام ‪2019‬م‪ ،‬وكيفيـــة تعا ُمل قوى‬
‫هـــذه المرحلـــة الاســـتثنائية‪ ،‬علـــى‬           ‫اللازمـــة لأداء الواجـــب‪ ،‬كما أنـــه لا يمكن‬  ‫الأمـــن الداخلي معـــه‪ ،‬وأدائهـــا المميز‪،‬‬
‫مســـتوى مســـؤولياتها‪ ،‬علـــى الرغـــم‬            ‫لهـــا اللجـــوء إلى اســـتعمال الســـاح إلا‬    ‫كان كفيـــ ًلا وحـــده بالتعريـــف بهـــذه‬
‫مـــن جســـامة التحديـــات؛ إذ كانـــت‬             ‫فـــي حـــالات الضـــرورة القصـــوى وف ًقـــا‬   ‫المؤسســـة‪ ،‬وتســـليط الضـــوء علـــى‬
‫ســـاهرة‪ ،‬كما هـــي دائ ًما‪ ،‬علـــى تطبيق‬          ‫للقانـــون وبعـــد اتخـــاذ جميـــع تدابيـــر‬   ‫كونها صمام أمـــان للوطن والمواطن‪،‬‬
‫القوانيـــن والأنظمـــة‪ ،‬وتعاملت بحكمة‬             ‫الحيطـــة الممكنـــة واســـتنفاد جميـــع‬        ‫وضمانـــة لدولة القانون والمؤسســـات‪.‬‬
‫وكفايـــة مـــع المخاطـــر علـــى مختلـــف‬                                                         ‫لقـــد أتـــا َح هـــذا الحـــراك للبنانييـــن‬
‫أنواعهـــا‪ ،‬كمـــا حرصـــت علـــى احتـــرام‬                                ‫الســـبل الأخرى‪.‬‬        ‫جمي ًعـــا اكتشـــاف طريقـــة تصـــرف‬
‫مبـــا ِدئ حقوق الإنســـان‪ ،‬ف َح َمت الوطن‬         ‫ومـــن نافلـــة القـــول هنـــا أن التدقيـــق‬   ‫قـــوى الأمـــن الداخلـــي علـــى الأرض‪،‬‬
                                                   ‫الذاتـــي فـــي قـــوى الأمـــن الداخلـــي هو‬   ‫ومراقبـــة تفاعلها ميدان ًّيـــا مع مختلف‬
   ‫والمواطـــن‪ ،‬كمـــا تفعـــل كل يـــوم‪.‬‬          ‫عمليـــة مســـتدامة ومســـتمرة للتأكـــد‬        ‫التطـــورات والأوضاع‪ .‬فـــكل أنواع مهام‬
‫إن الأداء الـــذي قدمتـــه قـــوى الأمـــن‬         ‫مـــن احتـــرام مبـــادئ مد ّونـــة الســـلوك‪،‬‬  ‫قـــوى الأمـــن اجتمعـــت بشـــكل مكثف‬
‫الداخلـــي في هـــذه المرحلة‪ ،‬يســـتحق‬             ‫بحيـــث تحـــدد من خـــال هـــذا التدقيق‬        ‫ويومـــي فـــي الســـاحات وعلـــى الطرق‪،‬‬
‫كل التقديـــر والاحتـــرام‪ ،‬وهـــو دأبهـــا‬        ‫مواقـــع الخلـــل وتوضـــع على أساســـها‬        ‫وكان عليهـــا‪ ،‬فـــي كل وقـــت ومـــكان‪،‬‬
‫فـــي كل الظـــروف والمراحل‪ ،‬على مدى‬               ‫آليات لتحســـين الواقع وف ًقـــا للمد ّونة‪.‬‬     ‫نهـــا ًرا وليـــ ًلا‪ ،‬أن تكون حاضـــرة لتطبق‬
‫ســـنوات طويلة من تاريخها العريق‪ .‬ولا‬              ‫وعلـــى مـــدى الشـــهرين المنصر َميـــن‪،‬‬
‫يســـعني إلا أن أوجه‪ ،‬باســـمي وباســـم‬            ‫كانـــت وحـــدات قـــوى الأمـــن الداخلـــي‬              ‫مهامهـــا‪ ،‬بأبعادهـــا جمي ًعـــا‪.‬‬
‫جميع اللبنانييـــن‪ ،‬تحية لكل ضباطها‬                ‫تنفـــذ‪ ،‬فـــي أدق الظـــروف وأشـــدها‬          ‫صحيـــح أن بعـــض الأخطـــاء حصلـــت‬
‫وأفرادهـــا‪ ،‬نســـاء ورجـــا ًلا‪ ،‬لجهودهـــم‬       ‫صعوبـــة‪ ،‬مه ّمـــة حفظ الأمـــن والنظام‪،‬‬       ‫حيـــن كان عناصـــر قوى الأمـــن الداخلي‬
‫المســـتمرة وتضحياتهـــم الكبيرة في‬                ‫وتمكنـــت‪ ،‬وســـط الأجـــواء الميدانيـــة‬       ‫يـــؤدون مهمتهـــم فـــي الحفـــاظ على‬
                                                   ‫الضاغطـــة‪ ،‬مـــن حمايـــة الأشـــخاص‬           ‫أمـــن المواطنيـــن‪ ،‬لكـــن هـــذا لا يلغي‬
                        ‫ســـبيل الوطن‪.‬‬                                                             ‫حقيقـــة التـــزام هـــذه القـــوى بتطبيـــق‬

                                                                                                   ‫‪32‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37